ينحني الشجر خجلا مما فعلته بك ، ويبكي البحر اعتذارا لك ، وتتجمع الورد
معا لأجلك ، وتبقى كلماتي قليلة عليك ، فتبدأ حروفي بالاجتماع للكتابة إليك
، معتذرة وتتمنى الرضا منك ، اشعر بان نار اعتذاري يحرق قلبي ، فاعلم انك
ذاتي ، و اعلم انك الحاضر والمستقبل والماضي ، و بل كل حياتي ، أرسل مع كل
كلمة عذري ، وأريد منك أن تتقبل ظرفي ، فحياتي بدونك أتعبتني ، ودمعي
أصبح ينزف دون انتهاء ، وكأني أصبحت اعشق الحزن والدمع يهوي ، بعدك عني قد
قام بذبحي ، وأصبحت بعالم به لوجدي ، سهم رميته عليك فأصابني ، ورصاصة
تعتقد أنها قتلك ولكنها قتلتني ، وحنين وشوق يريدون بك أن يجمعني ، إن كنت
بعذابي راضي ، فأرجوك أن لا تكون علي قاسي ، أعطيتك الحكم لتكون أنت
القاضي ، أيها القاضي اسألني عن أسبابي ، قد أكون قد أخطئت وأصبحت غير
مبالي ، ولكني للندم أصبحت اروي ، وأصبحت بدونها مجنون لا ادري ، ذكره أيها
القاضي باشتياقي ، ذكره بأيام معه وأحلامي ، ذكره بألم الفراقي ، قل له أن
يسمع إخباري ، وان لا ينسى أن يتفقد أحوالي ، ذكره بشخص كان قد ينادي عليه
بحبيبي ، بل بيوم كان يقول له أنت فقد نصيبي ، ذكره بان حياتي لاشيء بدون
حبيبي ، ذكره بتعب سهر الليالي ، ذكره بعد النجوم كل ليلة مع الأماني ،
ذكره بانتظار له طال مع انتظاري ، انظر إلي صفاتي ، الم تكن من ضمنها حبي و
طيبتي ، تمعن بكلماتي يا غالي ، ألا يهمك بعدي وجفاي ، الم يعد يهمك سؤالي
، لقد قلت لك يوما انك طبيبي ، وان معك لوحدك دوائي ، و أن وجودي معك
شفائي ، وأنت ففط من تستطيع أن تداويني ، بدونك أصبحت بظلام طريقي ، و أصبح
الحزن صديقي ، لشخص كان لي فرحتي ، كان دائما يحرم علي حزني ، اعلم بان
حنينك وقلبك لن يسمحان لك عن الابتعاد عني ، بل انك تتألم مثل ألمي ، وان
تريد الرجوع قبلي و وان حياتك مشابهة لحياتي ، حاول أن تضمد جرحك معي ، وان
تتذكر شيء جميل مني
، دعنا نجرب حياتنا مرة أخرى ، دعنا نترك الأيام والليالي لتشفى ، دعنا
نرسم الغد بحبنا ، دعك من كل حزن ودمع أتعبنا ، دعنا ندعو الأيام لتفرح
معنا ، أخطئت وتعلمت من خطأي ، فلا تكن يوم بظالمي ، وتكون بي يوما لا
تبالي ، فراعي بحور وشلالات بعيني ، انظر لروحك بداخلي ، انظر لتأنيب
الضمير و ألام بصدري ، انظر إلى رجائي ، أخطئت وندمت وقدمت لك اعتذاري ،
فلا تكون علي قاسي ، وتنسي كل الأيام الجميلة معي ، وتفضل حياة قاسية بدوني
، و نصبح أنا وأنت على أوتار عود نغني ، والدمع من عيوننا يبقى لا ينتهي ،
أعطني فرصة أخرى واعدك بان الندم يوما لن يأتي