-->

موضوع تعبير عن الطبيعة للصف الرابع والخامس والسادس الابتدائى 2019

 
الطبيعة هي الهبة الإلهيّة الساحرة التي منحها لبني البشر، وسخّر كلّ ما فيها من خيراتٍ وجمالٍ وسحرٍ ليتمتّعوا فيها، فهي سرّ بقاء الحياة، وأساس استمرارها، فلولا خيرات الطبيعة التي سخّرها الله تعالى للناس، لما كانت هناك حياة، فكلّ ما حولنا من ماءٍ وهواءٍ وبحارٍ ومحيطاتٍ وحيواناتٍ ونباتاتٍ وغيرها الكثير، ما هو إلا جزءٌ صغيرٌ من الطبيعة، ففيها الغابات المليئة بالأشجارٍ والخضرة التي تأخذ الألباب، بدءًا من التفاصيل الصغيرة، وانتهاءً بأكبر التفاصيل، بالإضافة إلى البحار والمحيطات بزرقتها التي تملأ النفس راحةً وبهجةً، والجبال الشامخة التي تعانق الأفق، والسهول الخضراء التي تمتدّ على مدّ النظر، والوديان والصحارى؛ فالطبيعة منجمٌ للجمال والحياة، وهي التي تمنح البهجة للقلوب، وتسرّ العين والروح.

لا يقتصر وصف الطبيعة على الأشياء الظاهرة فيها، فجولةٌ صغيرةٌ بين أحضانها تُخشع القلب لعظمة الخالق، فالروعة تكمن في مراقبة أدقّ الأشياء التي تحويها الطبيعة، فليس هناك ما هو أجمل من التأمّل في روعة الفراشات الصغيرة والعصافير المغرّدة، ولا يوجد ما هو أجمل من النظر إلى المطر الذي يهطل من السماء في لحظة كرمٍ تجود بها السماء على الأرض.

من الأشجار ما تشمخ أغصانها إلى السماء، فتعانق الريح وتغنّي معها أجمل الأغنيات، ومنها ما تلتصق بالأرض، وكأنّها تقول لها سراً لا يعلمه أحدٌ غيرها، فما أروع مفاتن الطبيعة، خصوصاً حين تتغيّر وتتبدّل، وتكسر حاجز الملل في النفوس، فهي متقلّبةٌ مع فصول السنة، فالغابة الخضراء في الربيع، والتي تمنح الخضرة والبهجة للطبيعة، تُطلّ على الدنيا بثوبٍ رائع في الخريف، وتنفض عنها ثوبها في الشتاء، فيا لها من ميزةٍ رائعةٍ لا تنبغي إلا للطبيعة المتجدّدة والرائعة، والطبيعة الوادعة في حينٍ قد تصبح غاضبةً في لحظةٍ ما، كأن تثور فيها عاصفةٌ في مكانٍ ما.

تتجلّى عظمة الطبيعة وروعتها وجمالها الربانيّ في منظري الشروق والغروب، فعند الشروق تبدأ الشمس بإلصاق بياضها على صفحة السماء، لتعلن للحياة ابتداء يومٍ جديد، فتشرق الطبيعة بكلّ ما فيها، أمّا في وقت غروب الشمس فترتسم خطوط الشفق الأحمر على صفحة السماء، لتظهر لوحةً باهرةً، لا يستطيع إبداعها أيّ فنان، ويكاد منظر غروب الشمس يكون من المناظر الفريدة التي تطغى على كلّ صنوف الجمال.

مهما قمنا بوصف الطبيعة، فلن نستطيع أن نفيها ولو جزءاً صغيراً من حقّها، فإن بدأنا بمظهر الزهور الرائعة التي تملأ الطبيعة، وما فيها من ألوانٍ وأشكالٍ وعطور، فسنقف مشدوهين من فائض الجمال الذي لا يوصف، ولو قررنا أن نَصف روعة الجبال الشامخة، وكيف أنها تعلو وكأنّها تعانق السماء، فلن نستطيع أن نذكر الوصف الملائم، فالطبيعة شيءٌ لا ينتهي وصفه أبداً، وكلّ ما فيها من أصغر الأشياء وأبسطها إلى أعظم الأشياء وأعقدها، كلّها تعطينا دروساً في الحياة، كي نراها بكامل جمالها، فلنحافظْ عليها كي تبقى متجدّدة ونقيّةً إلى الأبد