التسامح يعد من أكثر الموضوعات أهمية فالتسامح هو أحد الصفات الحميدة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالالتزام بها وحثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على التحلي بها، وهو من المبادئ العظيمة التي تعلمنا الحلم والصبر على أذى الناس وانتظار أجرنا من الله عز وجل
مقدمة عن التسامح
يعلمنا التسامح الصفح عن كل مخطئ ومعرفة أننا جميعاً نخطئ ونُذنب فيجب التجاوز عن أخطاء الأخرين وزلاتهم حتى نجد من يصفح عنا، كما أن التسامح يجعل صاحبه أكثر إيجابية وإقدامًا على الحياة حيث يتمكن من التخلص من المشاعر السلبية التي تنشأ من ألعاب الضغينة على الغير.
كما أنه يدل على زكاة النفس ونقاءها وحب الخير كما أنه لا ينبع إلا من قلبٍ طيب يكره الأنانية والبغضاء ولا يعرف إلا الحب والتقدير والتجاوز عن الأخطاء، ونظرًا لأهمية هذا الخلق فسنتحدث عنه باستفاضة فيما يلي.
مفهوم التسامح
هو قدرة الفرد على تقبل أفكار وسلوكيات ومعتقدات أخرى تختلف عن تلك التي يملكها وخاصةً في حالة الاختلاف الشديد حتى لو تعارضت مع مصالحه وأفكاره، والقدرة على التعامل مع ما يزعجه من أمور أو أشخاص والتغاضي عنها مع الحفاظ على احترامه وكياسته، وذلك دون التنازل عن حقوقه أو التهاون في معتقداته أو قبوله لأي صورة من صور الظلم الاجتماعي.
خصائص الشخص المتسامح
هناك العديد من الخصائص التي تظهر على الأفراد عندما يتحلون بصفة التسامح والتي من أهمها ما يلي:
- إن ثواب التسامح عظيم ويعادل إخراج الصدقات وذلك لقوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
- يتمتع هؤلاء الأشخاص بصحة نفسية جيد.
- المسامحة يجعلهم يفكرون بشكل إيجابي وذلك لتخلصهم من المشاعر السلبية باستمرار.
- السماح يجعل علاقاتهم أكثر صحية.
- يعمل على تحسين صحة العقل والقلب حيث يساهم في تقليل عدد الخلايا العصبية التي تموت.
- يعمل على خفض ضغط الدم.
- يعمل على تقليل التوتر والضغط النفسي والعصبي.
- يساعد الشخص في التخلص من العدائية والقلق.
- يعمل على تقوية الجهاز المناعي للشخص.
- التعزيز من احترام الذات
أولًا: التسامح الديني
هو من أهم الأنواع التي أمرنا الله تعالى بها في كتابه العزيز حين قال “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)” سورة المائدة.
ثانيًا: التسامح في المعاملات
يتمثل في قول الله تعالى “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)” سورة المؤمنون وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى).
ثالثًا: التسامح العرقي
يتمثل في عدم التعصب للأهل أو العشيرة وقد حثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع حين قال ”إن أباكم واحدٌ, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى” .
رابعًا: التسامح الثقافي
وهو عبارة عن تقبل ثقافات الأخرين وذلك لأن كل مجتمع له ثقافة مختلفة والتي من حقه أن يعتز بها ويعمل على نشرها.
كيفية التحلي بصفة التسامح
يمكن لأي شخص أن يعود نفسه على التسامح وتدريب نفسه على ذلك حتى يتمكن منه مثله مثل أي مهارة حياتية أخرى، وتعليم أولاده أن يتحلوا بهذه الصفة وذلك من خلال إتباع ما يلي:
- يجب على الأهل الانتباه من تصرفاتهم أمام أبنائهم حتى يقتدوا بهم ومحاولة كسر الصورة النمطية لطريقة التعامل المتوارثة.
- يجب على الأهل الانتباه إلى أنَّ الأطفال يستمعون دائمًا ويقلدون ما يرونه أمامهم.
- الانتباه لعدم إلقاء النكات عن الأشخاص المختلفين حتى لو كانت بهدف التسلية لأن ذلك يعود الأبناء على عدم الاحترام والتسامح تجاه الآخرين.
- مراعاة ما يتابعه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير كبير على سلوكهم ومعاملاتهم مع الغير وتقبل للثقافات الأخرى.
- التعبير عن الاستياء من الأشخاص الذين يمارسون أي سلوك سيئ ضدَّ الأشخاص المختلفين في الوسائط المختلفة.
- الحرص على الإجابة على الأسئلة التي تتردد في ذهن الأطفال الخاصة بالتسامح بكل صدقٍ وأمانة، وذلك لتعليمهم أنَّ مناقشة الاختلاف وملاحظته أمرٌ مقبول.
- يجب على الأهل مراعاة الاختلافات الموجودة بين أفراد الأسرة كتقدير القدرات الخاصة بكل طفل على حدة