-->

"عنان" الفريق الطموح ... مُشتهي الرئاسة

"عنان" الفريق الطموح ... مُشتهي الرئاسة

    "عنان" الفريق الطموح ... مُشتهي  الرئاسة
    سامي عنان
    "غاب الفريق الطامح  ... وحضر المشير الصامت"، فى احتفالات القوات المسلحة للذكرى الأربعين لنصر أكتوبر الذى أقامته  القوات المسلحة فى دار الدفاع الجوي بحضور المشير محمد حسين طنطاوى, رئيس المجلس العسكرى السابق, فى أول ظهور رسمى له منذ إقالته فى أغسطس 2011 والفريق أول عبد الفتاح السيسى, وزير الدفاع والإنتاج الحربى, والرئيس عدلي منصور, ورؤساء  أفرع القوات المسلحة, وجيهان السادات, حرم الرئيس الراحل وعدد من الفنانين والسياسين.
    الفريق الطامح  هو سامى عنان, رئيس أركان الجيش المصرى  السابق, الذى آثار الجدل فى الوسط السياسى والعسكرى  منذ ثورة  30 يونيو حيث خرج يوم  2يوليو معلناً عن استقالته, مؤكداً  على أن مصر العزيزة  شهدت حاله غير مسبوقة من التدهور والتراجع، لم تعرفها عبر تاريخها الطويل المجيد، في ظل رئيس منتخب بعد ثورة شعبيه متحضرة، ضحى فيها شبابنا الطاهر بالغالي والنفيس، واحتضنتها القوات المسلحة ومجلسها الأعلى بالعناية الواجبة.
    وأكد عنان أنه بعد عام كامل، لابد من الاعتراف بأن الآمال جميعًا قد خابت، وأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية قد تدهورت ووصلت إلى الحضيض، في ظل حكم استبدادي إقصائي غير رشيد، يعمل لمصلحة جماعة بعينها دون النظر إلى الأغلبيه الساحقة من أبناء الوطن، وينجرف بذلك السلوك عن المنشود من الأهداف والطموحات ، وينحرف بثورة الخامس والعشرين من يناير عن مسارها الذي أراده الشعب.
    وعقب هذه الفترة لم تتوقف تصريحات عنان خاصة فى إعلان موقفه الرسمى من جماعة الإخوان, وهجومه على الرئيس المعزول محمد مرسى, وتصويره بأنه كان رئيسا لجماعته وليس رئيسا لكل المصريين, ومن ثم بدأت جولات عنان  فى التواصل مع القوى السياسية  من أجل دعمه, بالإضافة إلى عقد لقاءات سرية  مع أحزاب وشخصيات عامة  لتأتى المرحلة  الأكبر فى خطة عنان فى لقاء  بالقبائل العربية, ويسعى لتسريب نيته الترشح لرئاسة الجمهورية, ومن ثم يخرج  ليعلن نفي هذا الخبر مؤكداً على أن هذا الأمر سابق لأوانه , وأن هناك جهات معينة  تسعى  لتشويه صورته  ولكن مصادر مقربة من عنان أكدت على أنها كانت مناورة منه  للتعرف على رد الفعل تجاه إشهار ترشحه للرئاسة  ومن ثم يبدأ فى عمل ترتيبات لمواجهتها , والتى كان على رأسها هو الكشف عن كواليس فترة 25 يناير ودوره فى الإطاحة بمبارك بشأن الانقلاب الناعم عليه.
    وأكد عنان أنه اقترح على المشير طنطاوى القيام بانقلاب عسكرى ناعم أثناء ثورة يناير للتوازن بين الحفاظ على هيبة الرئاسة وتحقيق مطالب الشعب، ويعقب هذا الانقلاب الناعم تشكيل مجلس رئاسى يقوده المشير طنطاوى مؤكداً على أن خطة الانقلاب الناعم تضمنت توجه مجموعات من الصاعقة والمظلات والشرطة العسكرية للمرور على قوات من ميدان التحرير وماسبيرو، ويتم إعلان الانقلاب الناعم وتشكيل المجلس الرئاسى، وأضاف عنان "سألنى المشير.. حد سمع الكلام ده غيرك، أو سمعه منك؟.. طب بلاش الكلام ده".
    وأضاف، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قام بإرسال قائد القيادة المركزية الأمريكية إليه أثناء تواجده فى واشنطن، وأكد له أنه لا يمكن إطلاق النيران على المتظاهرين فى حال صدور أوامر عليا بذلك مشيراً إلى  أن الإدارة الأمريكية سربت خبر عودته إلى مصر، قائلاً "اللى متغطى بالأمريكان عريان"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تعمل ألا وفقاً لمصالحهم الشخصية فقط، ومسك العصى من المنتصف.

    هذه المذكرات آثارت جدلاً فى الشارع السياسى  من ناحية  ومن ناحية أخرى الجانب العسكرى  حيث  رأت القوى السياسية أن عنان يريد أن يظهر نفسه بطل شعبى من أجل حسم  ترشحه لرئاسة الجمهورية, وتحقيق مصلحة شخصية على حساب مصلحة البلاد  فى أنه يكشف أسرار عسكرية  ويحارب الفريق السيسى بعد إرتفاع شعبيته ،فيما رأى الجانب العسكرى  الممثل فى الجيش المصري  مؤكداً  على أن القوات المسلحة تؤكد على حق كافة المواطنين والرأي العام في معرفة الحقائق والمعلومات إلا أن اعتبارات الأمن القومي تفرض علينا جميعاً مسؤوليات نحرص عليها.

    وأهابت القوات المسلحة بكافة وسائل الإعلام المختلفة "التعاون من أجل إعلاء المصلحة العليا للبلاد" محذراً من تناول وسائل الإعلام المختلفة خلال هذه الفترة لمعلومات وبيانات على أنها مذكرات شخصية لبعض المسؤولين العسكريين السابقين، والذى يؤدي إلى إيجاد حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومي للبلاد في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية.
    استمر الجدال  السياسى والعسكرى حتى  حلول الذكرى  الأربعين لنصر أكتوبر ومع توقعات ضروة حضور المشير طنطاوى, والفريق سامى عنان, وقادة المجلس العسكرى السابق, فى إشارة ضرورة إعادة هيبتهم مرة أخرى بعد أن إقالتهم وإخراجهم من القوات المسلحة بشكل مهين  بالإَضافة إلى عدم حضورهم  لاحتفالات الذكري الـ 39  فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى  وحضور قتلة السادات  حيث أكد مصدر عسكرى فى المجلس فى حينها لـ"بوابة الوفد"" مرسى  أحضر القتلة ورفض حضور  القيادات العسكرية".
    ولكن أتت الرياح بمالا تشتهى السفن  فى أن تقيم القوات المسلحة  الذكرى الأربعين  لنصر أكتوبر  ولكن بدون حضور قيادات المجلس السابق وعلى رأسهم الفريق سامى عنان,  فيما حضر  المشير محمد حسين طنطاوى, لأول مرة منذ إقالته  فى أغسطس 2012 الأمر الذى انتقدته حركة تمرد  مؤكدة  على أن ظهور طنطاوى في احتفالات ذكرى أكتوبر المجيدة، هو نقطة سوداء فى ذكرى بيضاء – على حد تعبيرها –  متهمة المشير و قائد الأركان السابق سامي عنان بأنهم سلموا مصر لجماعة الإخوان المحظورة خلال الانتخابات الرئاسية في عام 2012 ونجاح الرئيس المعزول محمد مرسي .
    بدور "بوابة الوفد" تواصلت مع الفريق سامى عنان,  للتعرف على الأسباب الحقيقة وراء عدم ظهوره فى مثل هذا الحفل التاريخى  خاصة فى ظل  وجود المشير طنطاوى  ولكنه رفض الإفصاح عن أى تفاصيل مكتفياً بالشكر لـ"بوابة الوفد" على الاهتمام  والسؤال عليه رافضا فى الوقت ذاته الإفصاح عن كونه تحت الإقامة الجبرية أم لا.
    قال اللواء حسام سويلم, الخبير الاستراتيجى,  أن الفريق سامى عنان , رئيس أركان الجيش المصرى, أخل بتعهداته للمشير طنطاوى, بشأن عدم الإفصاح عن  كواليس فترة 25 يناير,  وبالتالى غيابه عن حضور احتفالات الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر شيئ طبيعى لأن منظره أصبح سيئ.
    وقال سويلم فى تصريحات لـ"بوابة الوفد":" الفريق سامى عنان  أصبح موقفه سيئ  بعد نشره لمذكراته  والحديث عن كواليس فترة 25 يناير, وإفشاء أسرار عسكرية والترويج لنفسه بأنه  مرشح رئاسى,  وصاحب دور كبير فى  الإطاحة بمبارك,  وأنه اقترح إجراء الانقلاب الناعم عليه, مؤكداً على أن هذا الأمر خطير  وتم استغلاله من قبل عنان لأجل مصلحة شخصية  وهو الترويج لنفسه كمرشح رئاسى محتمل.
    فى السياق ذاته قال سويلم:"  المشير طنطاوى التزم بالأدبيات  العسكرية,  ولم يفصح عن أى شئ لما له من تأثير على الأمن القومى المصرى من ضررر", مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن عنان موقفه مختلف عن طنطاوى  وبالتالى وجود طنطاوى فى المنصة أمر طبيعى  وقيادة عسكرية من قيادات القتال فى حرب أكتوبر وليس مثلما حدث فى ظل العام الماضى من تصدر القتلة لمثل هذه الحفلات".
    يذكر أن سامي عنان من مواليد قرية سلامون القماش بمحافظة الدقهلية وشارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 وعين قائداً لقوات الدفاع الجوي في يوليو 2001، وفي 2005 أصدر مبارك قرارا بتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة، وحصل علي نوط الخدمة الممتازة ونوط الخدمة الطويلة.